27‏/09‏/2008

اصف شوكت الجزء 1

آصف شوكت
الشخصية الأمنية القوية و التي تحكم بسوريا فعلياً ... اللواء آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد.
مما لاشك فيه ان يتساءل الكثيرون من هو آصف شوكت ولماذا هذا الاهتمام الإعلامي به..؟
ولد آصف شوكت عام 1950 في مدينة طرطوس على الساحل السوري، و ينتمي لعائلة متوسطة، وهو شخص غامض ويقال عن عائلته انه من " الرحل " وقد استوطنت في قرية "المدحلة" في محافظة طرطوس وأن معظم أهالي هذه القرية من إخواننا من "الطائفة العلوية".
عائلة آصف شوكت اندمجت مع أهالي هذه القرية وأصبحت عائلته من الطائفة العلوية وان عائلة آصف شوكت ليس لها أي تاريخ في هذه القرية !!!
في سنة 1968 إنتقل إلى دمشق لمتابعة تعليمه العالي ودرس الحقوق و تخرج في 1972، وبعد تخرجه وجد نفسه انه لا يحب هذه المهنة فالتحق بجامعة دمشق من جديد لدراسة التاريخ. وكانت إطروحته عن الثورة السورية الكبرى عام 1925 وزعمائها الريفيين فقط. ولأسباب مجهولة أيضا ، فقد إهتمامه فجأة في الدراسة و استأجر خبيرا لكتابة الأطروحة له، ولكن اكتشف أمره من قبل أستاذه ورسب ، ولم يكن له خيار سوى أن يعيد كتابة أطروحته ليحصل على شهادته في تشرين الأول/أكتوبر 1976.
تطوع في الكلية الحربية أواخر سنة 1976 وتخرج ضابط " اختصاص مشاة " سنة 1979 والتحق في الوحدات الخاصة شارك في حوادث الصدام المسلح بين السلطة آنذاك والإخوان المسلمين وكان يرأس سرية الاقتحام في الوحدات الخاصة في حوادث حماة الشهيرة وقد شاركت هذه السرية في اقتحام المنازل في حي " الحاضر " وقامت باعتقالات وتصفيات جسدية من أطفال وشيوخ ونساء !!!
بعد حادثة حماة الدموية التي نفذتها السلطة آنذاك انتقل آصف شوكت مع ضباط آخرين من الوحدات الخاصة إلى شعبة المخابرات " سرية المداهمة " حيث عززت هذه السرية من ضباط " الوحدات الخاصة وسرايا الدفاع " وأصبح في كل محافظة سرية مداهمة تابعة إلى " الأمن العسكري " وأصبحت لسرية المداهمة في شعبة المخابرات شهرة قوية في كل المحافظات السورية من ترهيب للمواطنين و اعتقالات ومداهمات وقتل الأبرياء وكان أشهرها سرية المداهمة في دمشق التي يعمل بها آصف شوكت وأصبح من أبرز ضباطها وسرية المداهمة في حلب التي كان يرأسها في محافظة حلب الرائد احمد العمر آنذاك و آصف شوكت متهم بعمليات اغتيال خارج سوريا أثناء خدمته في سرية المداهمة منها ..1- في تشرين الأول (1983) أصيب سفيرا الأردن في الهند وإيطاليا بجروح بعد هجوم بالأسلحة النارية 2- في تشرين الثاني (1983) قتل موظف أردني وأصيب آخر بجروح بليغة في أثينا3- في (1983) قتل موظف بدرجة مستشار وجرح آخر في مدريد4- في آذار (1984) انفجرت قنبلة خارج فندق عمان الدولي5- وفي كانون الأول ( 1984 ) نجا القائم بالأعمال الأردني في أثينا بأعجوبة من الموت عندما تعطل مسدس المهاجم عن العمل فجأة6- وفي نفس السنة ايضا قتل المستشار في السفارة الأردنية رميا بالرصاص في بوخارست 7- وآخر الاتهامات الموجه ل " آصف شوكت في نيسان 1985 هجوم على السفارة الأردنية في روما و تفجير مكتب الخطوط الجوية الأردنية " عالية " في مدريد 8- قتل السكرتير الأول في السفارة الأردنية في أنقرة رميا بالرصاص
طبعا كان هذا الاستهداف في أنقرة هو بمثابة رسالة موجهة إلى تركيا "بعدم السماح للسورين الهاربين من بطش النظام للأراضي التركية والرسالة الأقوى إلى المملكة الأردنية كون الأردن كانت أبوابها مفتوحة لكل العوائل السورية التي هربت من القتل والاستبداد الأمني عليها آنذاك.
وجعلت هذه الانجازات من آصف شوكت ذو شان كبير واعتبر من الرجال الأوفياء والفدائيين للحاكم الطاغية
فقرر حافظ الأسد نقله إلى القصر الجمهوري "للحماية الأمنية - المرافقة الخاصة" فأوكلت إلى آصف شوكت مهمة الحماية الأمنية الخاصة بالدكتورة "بشرى حافظ الأسد". وفي منتصف الثمانينات، بدا نجم آصف شوكت بالبزوغ بين ضباط دفعته على الرغم من انه لم يوكل إليه أي مركز رسمي حساس في الدولة ، سوى المهمات الخاصة !!!
وكان رجلا طموحا يعرف من أين تؤكل الكتف، ينتظر اللحظة المناسبة لأداء حركته، وجاءت هذه اللحظة عندما التقى ببشرى حافظ الأسد، وهي فتاة جميلة وذكية، تدرس الصيدلة في جامعة دمشق واصغر منه بعشر سنوات، وما يزال سبب حب هذه الفتاة الجذابة وتعلقها به لغزا لم يحل بعد.
فمؤهلاتها الأنثوية والدراسية والمادية والعائلية كانت تسمح لها أن تختار أي شاب، وخاصة بعد الارتباط المؤقت بينها وبين الدكتور محسن بلال التي انقلبت عليه الدكتورة بشرى الأسد عن فكرة ارتباطها معه وهو ذو السمعة العائلية المرموقة الطبيب الشاب والجميل وعضو مجلس الشعب آنذاك" , ولكن حين أتت إلى سويسرا لشراء مجوهرات الخطبة التقت مع صديقة سورية لها مقيمة في سويسرا وأخبرتها عن الدكتور محسن بلال انه زير النساء ...
عادت بنفس اليوم بالطائرة التي أتت بها من دمشق وعندما حضر في اليوم الثاني الدكتور محسن بلال إلى جنيف لشراء مجوهرات الخطبة تفاجئ أن بشرى الأسد قد عادت إلى دمشق وبعدها تم محاربة الدكتور محسن بلال وتدخلت الدولة بترسيبه في مجلس الشعب ولكن الكثير من آهل منطقته دعمت ترشيحه بأصواتها لإنجاحه في مجلس الشعب بعد أن هدد الدكتور محسن بلال بانسحابه من حزب البعث ومن لجنة الاغتراب في القيادة القومية في حزب البعث " كونه من العوائل التي لها شان في منطقته " حيث كان الدكتور محسن بلال مقربا من حافظ الأسد كونه الطبيب الخاص به وحلت هذه الإشكالية من قبل حافظ الأسد حيث اعتبر هذا الموضوع قسمة ونصيب !
رغم ذلك كله إختارت بشرى الأسد هذا الضابط الصغير ومن عائلة غير معروفة وتعليمه الجامعي هو كل ثروته وفوق هذا فهو متزوج وله أولاد !
ولكن المعروف أن شقيقها الأصغر باسل قد عارض هذه العلاقة بقوة وأعتبر شوكت رجلاً غير مناسب فهو كبير السن ومتزوج، واعتبره أيضا انه يطمع بأموالها. ومن الأسباب الأخرى التي جعلت باسل يرفضه هو انه دون المستوى العائلي المطلوب ولا يجب أبدا أن يصبح نسيب عائلة الأسد بالرغم انه نصيري " غير مؤكد " .
عندما أصر آصف شوكت على موقفه ، أمر باسل باعتقاله ، وهكذا وضعه الأسد الصغير وراء القضبان ثم أفرج عنه بعد فترة نتيجة إلحاح أخته وتدخل حافظ الأسد، وتكررت هذه العملية أربع مرات لمنعه من الاجتماع بأخته ، وطبعا تمت مراقبة تحركات بشرى الأسد من قبل محمد ناصيف رئيس فرعالامن الداخلي آنذاك وارسال التقارير مباشرة إلى باسل الأسد وبعد سجنه نقل آصف شوكت إلى دائرة التجنيد العامة " شعبة تجنيد طرطوس " ولم يعد احد من أصدقائه يستطيع الاقتراب اوالتعاطي معه بأي حديث خوفاً على وضعه العسكري وخوفاً من باسل الأسد !!!
في 21 كانون الثاني/يناير 1994، إنتهى قلق آصف وبشرى، فبينما كان باسل يقود سيارته بنفسه في طريقه إلى مطار دمشق وبرفقته ابن خاله حافظ مخلوف انقلبت السيارة " كما يقال بسبب الضباب – وسرعة القيادة " فقتل باسل على الفور وأصيب ابن خاله بخدوش بسيطة واعتبر الحادث قضاء وقدر كما أن بعض المحللين السياسيين قالوا أن "عجلة السيارة قد انفجر وسببت بمقتل باسل الأسد " وأشاروا بأصابع الاتهام إلى رفعت الأسد الموجود في فرنسا بعد أن شعر أن باسل هو المنافس الحقيقي له بعد موت الأسد العجوز وخاصة انه كان قد بدا بتصفية جميع مراكز نفوذه وسجن أعوانه. كما أن هناك كان رأي ثان، أشار إلى بشرى وآصف ، فهي أفضل وأسهل من يستطيع أن يقوم بعملية تخريب أو تفخيخ للسيارة.وهكذا أزيحت العقبة الكبرى من أمام طريقهما ولم يعد هناك من يهدد ويسجن، ولكن ما زال أمر الزواج ليس سهلا، فدم باسل لم يجف بعد ومؤهلات أصف لا تشجع على زواجه من بشرى
بعد سنة واحدة من مقتل باسل نفذ صبر أصف وبشرى، وقررت بشرى الهروب مع أصف شوكت للزواج منه ( خطيفة كما يقال بالعامية ) وفعلا غادرت بشر الأسد وآصف شوكت سراً عن طريق تركيا إلى ايطاليا ليخبروا من هناك الرئيس الراحل حافظ الأسد وعائلته عن زواجهم السري " عقد الزواج تم عن طريق شيخ علوي من إحدى قرى لواء اسكندرون " وتزوجا بدون موافقة والدها ولا حتى أي فرد من عائلة الأسد واستقرت بشرى الأسد وآصف شوكت في روما لمدة شهرين لتعود بعدها في المناسبة السنوية لوفاة باسل الأسد إلى سوريا وكانت قد اشترت منزلا في المزة فذهبا إليه بعد عودتهما إلى سوريا بأسابيع قليلة واستقرارهم في منزلهم في المزة ، فوجئ العريسان بحرس أمام منزلهما، وعندما استفسرا عن الأمر تبين أن والدها قد أرسلهم لحمايتها.
أخذت إشاعات زواجهم بالانتشار، فقرر حافظ الأسد وضع حدا للكلام فاستدعاهم إلى القصر وتمت المصالحة والمصارحة والمصاهرة وانعم عليه الأسد بمباركته وأصبحت طلبات الصهر الوحيد لا ترد .وخلال هذه الفترة، بينما كان يزيد شوكت ألفته مع العائلة، بدأ بمصادقة بشار الأسد شقيق بشرى ، الذي عاد من لندن مؤخرا لملئ الفراغ الذي حصل بوفاة أخيه. أصبح الرجلان أصدقاء ومع الوقت، بدأ بشار يعتمد بشدة على آصف شوكت بأمور المرافقة والحماية. وبدا الرئيس الراحل يثق بصهره وقدراته عندها طلب منه أن يبقى بجانب بشار الأسد ويدعمه، ويساعد اللواء بهجت سليمان لتهيئة بشار الأسد خلفا للرئيس الراحل حافظ الأسد وامتثل أصف لأمر عمه .

ليست هناك تعليقات:

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...