رفعت الأسد : الشقيق الأصغر للرئيس الراحل حافظ الأسد وعم الرئيس السوري بشار الأسد. يتميز رفعت الأسد ببعض الصفات منها كونـه من أوائل الذين سلكوا طريق النهب والسلب من ثروة الشعب السوري ، بعد شقيقه حافظ، ومنها وصوله إلى أرقام قياسية في هذا السلب والنهب ، لم يسبقه سوى أخيه حافظ أيضاً. رفعـت قبل الثامن من آذار 1963م : أبوه علي سيلمان الوحش ، وقد حصل جده على هذا اللقب من حلبة المصارعة ، عندما صرع المصارع التركي الذي كان لايقهر ، ولم يكن أهل القرداحة يعرفون له لقباً ، كانوا يعرفونه سليمان ( فقط) ، ثم حصل على لقب الوحش ، أما علي سليمان الوحش ، فقد تعلم وكان مشتركاً في جريدة تصله بالبريد إلى القرداحة ([1])، خلال الحرب العالمية الثانية ، وكانت في بيته خريطة للعالم ، يتابع عليها أنباء الحرب العالمية الثانية ، ولم نتمكن معرفة المكان الذي تعلم فيه علي سليمان الوحش ، وقد ورث علي عن أبيه سليمان القوة الجسدية ، وهذه القوة مع التعلم ساعداه على رفع مكانته الاجتماعية في القرداحة ، ليلتحق بقبيلة الكلبية ، إحدى قبائل العلويين الأربع [2]، كما أنه صار من وجهاء القرداحة ، وممن يسعى إليه الناس في حل الخصومات ، وعندها اجتمع وجهاء القرداحة وقالوا له أنت : علي سليمان الأســد ، وليس الوحش . ولد رفعت علي سليمان الأسد عام (1937) ، وهو آخر أولاد أبيه ، وأمـه ([3]). ويكبره جميل بأربع سنوات ، فهو مواليد( 1933) ، أما حافظ فهو مواليد (1930م) . وكان له عشرة من الأخوة والأخوات ، حُرم الثمانية الأول منهم من التعليم ، لعدم وجود مدرسة في القرداحة يومها ، ثم أصّر أبوه على أن يتعلم الثلاثة الباقون ، وفي الثلاثينات أدخل الفرنسيون التعليم ، وفتحت في القرداحة مدرسة ابتدائية ، وتمكن علي سليمان من إدخال أولاده فيها . في عام (1949م) انتقلت عائلة علي سليمان الأسد كلها من القرداحة إلى اللاذقية لمدة سنة من أجل الإشراف على أصغر أبنائها رفعت ، الذي كان سيبدأ دراسته الثانوية ( يعني الإعدادية والثانوية ) في ذلك العام ، فاستأجروا غرفةً في أحـد المساكن حيث راحوا يراقبون النشاط السياسي الذي راح ولدهم (حافظ ) يمارسه بهمة وإقبال شديدين ، والذي لم يكونوا موافقين عليه تماماً . ثم تابع رفعت حتى حصل على الثانوية ، ثم صار موظفاً بسيطاً في الجمارك ، يتقاضى راتباً لايزيد عن (200) ليرة سـورية تعادل يومها (55) دولاراً ، وخلال خدمته العسكرية التي قضاها برتبة (عريف ) وهي أدنى الرتب العسكرية ، تعرف على الملازم المجند محمد الخطيب ، الذي عامله يومها معاملة حسنة ، فكافأه رفعت فيما بعد وجعله وزيراً للتربية في السبعينات . في عام 1963م : عندما قامت ثورة الثامن من آذار (1963م) سرحت دفعة كانت في الكلية العسكرية ، التحقت بها خلال آخر عهد ديموقراطي عاشته سوريا وكان ذلك من سبتمبر 1961 م ، وحتى الثامن من آذار 1963م ، وكانت هذه الدفعة منتقاة من الشعب السوري كافة ، حسب الكفاءة واللياقة البدنية ، ودون اعتبار للتقرير السياسي . سـرحت هذه الدفعـة ، وجلبت دفعة بديلة على عجل معظمها من المعلمين من طوائف معينة ، وكان منهم ( رفعت أسـد ) ، و ( عبد الله طلاس ) ، وغيرهم . وتخرجت هذه الدفعـة بعد سنة ونصف فقط وسميت بدورة البعث الأولى . من 1965 وحتى 1970 م : بعد تخرجه بسنة ونيف شارك في انقلاب (23 شباط 1966) في المجموعة التي قادها سليم حاطوم واعتقلت الفريق محمد أمين الحافظ رئيس مجلس الرئاسة يومذاك بعد معركة راح ضحيتها (200) عسـكري وهو ضعف ماخسره الجيش السوري في حرب ( 5) حزيران (1967م ) . وفي عام (1969م ) ساهم ( رفعت ) في القوة التي حاصرت العقيد (عبدالكريم الجندي ) من بلدة السلمية ، قائد المخـابرات العامة يومذاك في عهد صلاح جديد ، وقتلته أو دفعتـه إلى الانتحـار عند بوابـة اللـواء السبعين . يقول باترك سيل : كان العقيد عبد الكريم الجندي من أنصار جديد ، وهو قائد المخابرات , ومن أعضاء اللجنة العسكرية ، وكان رفعت ([4]) قد اكتشف أن جديد يخطط لاغتيال شقيقه حافظ ، وفي الأيام (25 ـ28 شباط 1969 ) وقع شبه انقلاب قام به حافظ ورفعت ، حركت الدبابات إلى مفاصل العاصمة ، وتمكن رفعت من اعتقال سـائقي الجندي . وأدرك الجندي عندما فقد أسطول سياراته أنه انتهى ، وبعد مشادة كلامية مع علي ظاظا مدير المخابرات العسكرية قتل الجندي نفسه بإطلاق النار على رأسه . وبعد أسبوعين انتحرت زوجته أيضاً . وتعززت مكانة رفعت ، كذراع الأسد اليمنى ، وجزع أتباع جديد ، وكسب الأسد جولة هامة . وهكذا من بين الأعضاء الخمسة المؤسـسين للجنة العسكرية : كان عمران منفياً في لبنان ( ثم أغتيل من قبل الأسد ) ، وكان أحمد المير قد طرد إلى إسبانيا ، والجندي قد مات ، وبقي الأسد وجديد يتصارعان من أجل الوصول إلى قمة السلطة ([5]). وخلالها كان رفعت قد التحق بالدورات التالية في مدرسة المدرعات بالقابون ، وهي دورة قائد سـرية ، ثم دورة قائد كتيبة ، ثم أعطيت له رتبـة ( نقيب ) وألحق بدورة ( أركان حرب) وكان أول نقيب في الجيش السوري يلتحق بدورة الأركان ، وفي عام (1970م ) التقيت بزميله وابن دورته ( النقيب عبدالله طلاس ) ، وما أدري كيف حصل رفعـت على رتب ( رائد ، مقدم ، عقيد ) وكل ماعرف عنه بعد قيام أخوه بالحركة التصحيحية أنه قائد سرايا الدفاع ووصل تعدادها يومذاك إلى ( 55) ألف عسكري ، فيها أحدث دبابات الجيش السوري وكانت يومذاك (ت 62 ) ، وفيها طائراتها العمودية الخاصة بها . ويشير العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) إلى أن الرئيس حافظ الأسد كان الشخص الوحيد الذي يتابع "عبر قنوات سرية للغاية" الشؤون الأمنية لسرايا الدفاع التي يقودها شقيقه. والقنوات سرية لأن العميد رفعت كان يسجن أي ضابط في السرايا له علاقة مع المخابرات العسكرية، الأمر الذي جعل السرايا بمثابة "غيتو خاص يصعب انتهاكه". وكانت سـرايا الدفـاع تحيط بدمشـق ، وتحمي كرسي الحكم ، ولم تشارك في حرب (5) حزيران (1967م ) . رفعت أسـد طالب في جامعة دمشق : حصل رفعت على ليسانس في التاريخ ثم ليسانس في الحقوق من جامعة دمشق ، مما دفع بعض الأساتذة الشرفاء إلى الهجرة من سوريا كلها ، كي لايروا بأعينهم هذه المهازل ومن لطائف ما يرويه العماد مصطفى طلاس في كتابه ( ثلاثة شهور هزت سوريا ) عن العميد رفعت حين كان طالباً في قسم التاريخ بجامعة دمشق أن رئيس القسم الدكتور محمد خير فارس شكا له ( لوزير الدفاع ) : أن رفعت يأتي مع مفرزة من الحرس إلى الجامعة أيام الامتحان، ولا أحد يجرؤ من المراقبين أن يقول له شيئاً، فماذا أفعل؟، وكان رد العماد: [لا تفعل شيئاً لأنه لن يعمل لديكم أستاذ تاريخ!]. على أن أجمل ما يرويه العماد عن علاقة العلم بالسلطة في تلك الأيام الأمثولة التالية: [ما كاد رفعت ينهي الإجازة في التاريخ حتى تسجل في كلية الحقوق هو وزوجته لين وابنه دريد، وكانوا يقدمون الامتحان معاً في غرفة رئيس الجامعة الدكتور زياد شويكي حرصا على أمن الطلاب وأمن المعلومات، وعندما جاءتهم الأسئلة مع فناجين القهوة وكتب السنة الأولى قال لهم رفعت : العمى في قلبكم... ابعثوا لنا أستاذاً يدلنا أين توجد الأجوبة لهذه الأسئلة!!! ].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق