السلام عليكم
لماذا الغريب واقصد هنا بالغريب اي ( الاجنبي ) والذي عادة يأتي من بلاد احيانا نعرفها واحيانا نسمع عنها وفي اغلب الاحيان الكثير منا لايعرف اين تقع تلك تلك البلاد ولا حتى على الخريطه وفي كل الحالات نجد ان ذلك الغريب مرغوب ومطلوب ومحبوب ورأيه مسموع ومكانته محفوظه .
وفي المقابل نجد ان ابن البلد والذي نعرفه ونعرف مللته واهله في كثير من الاحيان او اقاربه نجده مرفوض ومطرود ورأيه لايساوي ( قرش عثمنلي ) ومكانته في الحضيض !!!!!!
اشتريت يوما ما سيارة من نوع ( tata ) وهي هندية الصنع كما انها اقتصادية ورحبة من الداخل بعكس مثيلاتها من نفس النوع والحجم وبما ان الاحتكار في سورية يشمل كل شيء في يومنا هذا لم اكن اعلم بان اصحاب الشركة ذات الوكاله وهم طبعا شركاء لفلان وفليتان قد احتكروا توزيع قطع التبديل لتلك السيارة وبما انها هندية الاصل بترخيص انكليزي فلن تجد لها في اسواقنا ولا حتى برغي اما اذا احتجت الى قطعة ما ( لاسمح الله ) فما عليك الا بزيارة الوكلاء واللذين يحاسبونك على اساس انك امريكي وعلى سبيل المثال لاالحصر فأن سعر الكشافات الامامية لتلك السيارة ( الاضواء الامامية ) هو 220 دولار اي مايعادل 11500 ليرة سوري ولااعتقد بأن اضواء ال bmw او المرسيدس تساوي ذلك المبلغ المهم وفي احد الايام احسست بأن ال ( tata ) غير مستقرة على الطريق ولاتنفذ اوامري بدقة مما اضطرني لزيارة الشركة لمعرفة السبب وبعد فحصها من قبل فني الشركة قال يلزمها القطعه الفلانيه ( اسف لم اعد اذكر اسمها ) وثمنها 70 دولار وقالو لي ان اردت ان نقوم بصيانتها يجب عليك ترك السيارة عندنا لمدة يومين مما جعلني اتنهد ثم استطرد قائلا لااعتقد بأنك تستطيع الاستغناء عنها ليومين فقلت بالطبع لا قال اذا اذهب الى ( الدوزنجي فلان ) وقل له ارسلني ابوفلان وهو يتعامل مع الشركة ( اوكي شكرا لك ) ؟؟؟
ذهبت للدوزنجي وشرحت له ماجرى قال يجب ان تنتظر قليلا لآن الكومبيوتر فيه عطل ولقد اتصلنا بالخبير وهو ات على الطريق ( ومن اين سيأتي الخبيراهو في دمشق ) لا بل في حلب ( ياستار من حلب اذا يلزمه على الاقل ثلاث ساعات ليصل ) قال لااطمئن لقد اتصلوا بنا منذ قليل وهم على مشارف دمشق ( خيييييي طمنتني ) وبعد مايقارب 20 دقيقه وصل السيد الخبير ومعه سائقه الحلبي الاصل والخبير في العقد الرابع من العمر طويل واشقر والانكى من ذلك انه ايطالي المنشأ والصنع طبعا انفرجت اساريرنا بوصول الهمام اخرج اخينا من جيب قميصه مفك براغي صغير ( فاحص كهرباء ) وقام بفك غطاء الجهاز ومن ثم فك البورد دون ان يفصل او يقطع اية كيبلات موصوله الى ذلك البورد ثم القى نظرة على البرد من الاعلى ثم قلبها على ونظر الى اسفلها ثم وضعها دون ترتيب واخرج سيكارة جيتان واشعلها ثم اخرج الموبايل واتصل بمكان لااحد منا يعرفه وبعد اكثر من نصف ساعه ومن خلال حديثه تيقنت بانه يخاطب الشركة الام في روما ولغاية تلك اللحظه كنا كلنا واقفين شاخصين بابصارنا الى السماء عسى جبريل ان يأتينا بنبأ التصقت بالسائق وسالته ؟
- اهو اسباني ام ايطالي ام ماذا
- لا ايطالي
- كويس وكم راتبه الشهري
- 2800 دولار + 400 دولار مصاريف نقل + 300 دولار اجار شقه مفروشه
- كمان كويس
ازا قلنا 2800 + 400 + 300 = 3500 دولار اكل شارب نايم واذا الدولار ب 52 ليرة يعني = 162200 فقط مئه واثنان وستون الفا ومائتي ليرة سوريه لاغير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بقي خبيرنا على الخط مع روما ساعة وسبعة عشرة دقيقه ( طبعا المكالمة على حساب الوكيل الحلبي )
وهنا اقول وأشهد الله وملائكته على ان قولي هذا ليس بمديح لنفسي ولا لمعرفتي ولا لسوبرمانيتي ولكن لو كان الامر لي او لاي مهندس اخر اقل خبرة مني او اكثر في مجال الالكترونيات فوالله ثم والله ثم والله لما اخذ صيانة ذلك الجهاز بين ايدينا اكثر من نصف الوقت اللذي قضاه خبيرنا على الهاتف مع روما والمضحك المبكي في قصتنا هذه انه وبعد انهاء الاتصال اعاد خبيرنا البورد الى مكانه واغلق غطاء الجهاز وقال ارسلوه الى مقر الشركة في حلب كي اقوم بصيانته ...
ولااخفيكم سرا بانه لو دفع لي او لغيري نصف ذالك المبلغ لما احتاج اغلب شبابنا المتعلم والمنتج الى الهجرة او الاغتراب ولم نكن نطمع لابشقة مفروشة ولا بمصاريف نقل اما من الناحية الاخرى ( وطبعا لاعلاقة للزواج بالميكانيك ) نجد بانه في اغلب مجتمعاتنا المحافظه عندما يسافر احدنا لخارج محافظته او منطقته بداعي العمل او اتمام الدراسة سواء في دمشق او لبنان او الاردن وتعرف في رحلته على احدى البنات ولنقل حصلت بينهم رأفة وموده وتحابوا واتفقوا على الزواج تجده يلقى صعوبة في اخبار اهله بالزواج من تلك الفتات وعادة مايكون رد الاهل بالنفي متذرعين بعدم معرفتهم لاصلها وفصلها ومن هم عمومتها وعماتها وخالاتها وكان واخواتها وكانهم سيبنون مفاعلا ذريا وفي مثل هذه الحالات الحرص والدراسة المستفيضين واجبة ولو ارادو اهل ذلك الشاب السؤال عن ماذكرناه بخصوص الفتات فلن يطول الامر لاكثر من يومين او ثلاث ويكون كل شيئ اصبح بساط احمدي وعلى الطاوله .
وعلى النقيض تماما وبالعوده الى موضوعنا الاساس ( الاجنبي ) نجد بان اغلب شبابنا اللذين يسافرون خارج البلاد وبالتحديد روسيا ورومانيا وبلغاريا ولااستثني اوروبا بقصد العمل او الدراسه يعودون الى بلادهم ومعهم فتات شقراء لا يعرفون ( اقصد اهل الشاب ) لا اصلها ولافصلها ولا عمومها ولاعماتها ولا ان واخواتها ولو ارادوا السؤال عنها وعن اخلاقها فليس بامكانهم ذلك حتى ولو سألوا سفير بلاد تلك الفتات فستكون الاجابه وعدمها واحد مع انها اي الفتات الاجنبية لاتعرف من عاداتنا ولا اخلاقنا ولا مبادئنا ولا لغتنا ولا امور ديننا اي شيء نجد بان اهل ذلك الشاب يتفاخرون امام اقاربهم وجيرانهم بان ابنهم البار جلب معه من الخارج تلك الدميه الجميله والتي لايملكها اح سواهم في الحي ويتغنون بجمالها وزرقة عيناها ويتصورون معها والشاطر اللذي يدعوها الى الغذاء او العشاء واغلب النساء تحاول التقرب منها لابل يصل الامر في كثير من الاحيان الى خدمتها وتلبية حاجاتها ( واتدللي ياحلوه يازينه ) والكل فرررررحان ؟
تقول الاية الكريمه ( سندعهم في طغيانهم يعمهون )
وانا اقول ( الى متى سندعهم في عميانهم يذهبون )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق