23‏/12‏/2011

حماس والجهاد تنضمان لمنظمة التحرير

حماس والجهاد تنضمان لمنظمة التحرير
  • حماس والجهاد تنضمان لمنظمة التحرير
    اتفقت الفصائل الفلسطينية على انضمام حركتي المقاومة الإسلامية ( حماس ) و الجهاد الإسلامي بالإضافة إلى المبادرة الوطنية إلى الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية . وتزامن ذلك مع لقاء جمع في العاصمة المصرية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل والأمين العام لحركة الجهاد رمضان شلح وشخصيات فلسطينية من عدة فصائل وتيارات.

ونقل مراسل الجزيرة نت بالقاهرة أنس زكي عن مصادر قريبة من الاجتماعات قولها إن الشخصيات المستقلة التي ستنضم إلى الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير هي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي إضافة إلى منيب المصري وياسر الوادية، كما تم الاتفاق على ضم ثلاثة شخصيات مستقلة أخرى يتفق عليها في الفترة المقبلة وحسب مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي، شهدت اجتماعات اليوم الاتفاق على تشكيل لجنة يرأسها سليم الزعنون مهمتها متابعة وتفعيل الإطار القيادي ومتابعة انتخابات المنظمة في الوطن والشتات، وهي تضم تسعة شخصيات من فصائل مختلفة، على أن تقوم هذه اللجنة بالاجتماع شهريا على أن يكون الاجتماع الاول في العاصمة الأردنية عمان وأضاف الدراوي أن هذه اللجنة ستتولى وضع آليات تحدد طريقة ضم أعضاء جدد لمنظمة التحرير، كما تبحث في أعضاء المجلس التشريعي وهل سيكونون أعضاء بالمنظمة بشكل تلقائي أم لا. الإطار القيادي
وعقد الإطار القيادي أول اجتماع له اليوم الخميس في القاهرة، وتم التوافق على إتمام الإفراج عن المعتقلين السياسيين قبل نهاية يناير/كانون الثاني المقبل برعاية مصرية مباشرة وتشكلت لجنة فصائلية لإنهاء قضايا الحريات العامة، بما فيها حرية السفر والتنقل وجوازات السفر، بحيث تفعل هذه اللجنة وتضع الآليات المناسبة والخطوات الإجرائية على الأرض.


من جانبه أشاد القيادي بحركة حماس إسماعيل رضوان بما تم في اجتماعات القاهرة، واعتبر في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن تشكيل الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير يمثل الخطوة الرئيسة لتعزيز البيت الفلسطيني على طريق استعادة الوحدة وقال رضوان إن حماس تشعر بالارتياح للأجواء الوطنية التي شهدتها اجتماعات القاهرة، مؤكدا أنه لمس حرصا من الجميع لإنجاح المصالحة واستعادة الوحدة والسير باتجاه بناء منظمة التحرير لتكون مظلة لكل الفلسطينيين، ومضيفا أنه يأمل أن تكون هذه الخطوات مطمئنة للشعب الفلسطيني بأن المصالحة واستعادة الوحدة هما على طريق التحقيق وكان عباس ومشعل قد عقدا لقاء بالقاهرة مساء الأربعاء بمشاركة مدير المخابرات العامة المصرية مراد موافي، حيث تم بحث ما توافقت عليه الفصائل في الاجتماع الذي عقد الثلاثاء وشهد توافقا على مختلف ملفات المصالحة باستثناء تشكيل الحكومة المقبلة التي تقرر إرجاء الاتفاق بشأنها إلى قبيل نهاية يناير/كانون الثاني المقبل، خاصة بعد الاجتماع المقرر للجنة الرباعية الدولية في الـ20 من الشهر نفسه.لجنة الانتخابات
من جهة أخرى أعلن الرئيس الفلسطيني اليوم إصدار مرسوم بتشكيل لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية، وذلك وفقا لما تم التوافق عليه في الأيام الماضية، علما بأن موضوع الانتخابات كان في مقدمة القضايا الخلافية بين فتح وحماس في الفترة الماضية ونص المرسوم الرئاسي على إعادة تشكيل اللجنة برئاسة حنا ناصر (رئيس مجلس أمناء جامعة بيرزيت ورئيس اللجنة التي أدارت الانتخابات السابقة)، إلى جانب 8 شخصيات بينها 2 من المحسوبين على حركة حماس. وقال المرسوم إن اللجنة تتولى إدارة الإنتخابات والإشراف عليها والتحضير لها وتنظيمها واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لنزاهتها وحريتها وفقا لأحكام القانون.
ومن المقرر أن تقوم اللجنة بفتح مكتب لها في قطاع غزة وتبدأ في إعداد سجلات الناخبين تمهيدا للانتخابات المقبلة المقررة في مايو/أيار 2012، ويتوقع أن تتأجل شهرين على الأقل بسبب التأخير الذي حدث على تنفيذ بقية بنود اتفاق المصالحة بين حركتي حماس وحركة التحرير الفلسطينية( فتح ).
ونص اتفاق المصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية مطلع مايو/أيار الماضي، على إجراء الانتخابات الفلسطينية العامة خلال مهلة عام من توقيع الاتفاق.
عباس وطنطاوي من جهة أخرى، التقى عباس اليوم مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في مصر المشير محمد حسين طنطاوي ، حيث تم بحث التطورات في المنطقة وتأثيرها على عملية السلام وقد أشاد عباس بالدور الذي تقوم به مصر في تحقيق المصالحة بين الأطراف الفلسطينية من أجل توحيد الصف، موجها الشكر للمجلس العسكري والحكومة المصرية على دعمهما الدائم للشعب الفلسطيني.
أكثر من 200 قتيل في يومين بسوريا
  • أكثر من 200 قتيل في يومين بسوريا

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الجيش والأمن السورية قتلت أكثر من مائتي شخص منذ توقيع دمشق على البروتوكول الذي أقرته الجامعة العربية بشأن المراقبين يوم الاثنين الماضي. وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية أن 38 شخصا سقطوا أمس الأربعاء مع قصف مستمر بإدلب ودير الزور.

 
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن 111 مدنيا وناشطا قتلوا عندما طوقتهم القوات السورية في سفوح تلال في منطقة جبل الزاوية في محافظة إدلب بشمال البلاد، إضافة إلى 100 آخرين من الجنود المنشقين سقطوا بين قتيل وجريح يوم الثلاثاء.
ووقعت أعنف المواجهات وأكثرها دموية في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب حيث تعرضت مخيمات لاجئين هناك لقصف عنيف بحسب الهيئة العامة للثورة.
وأفاد عضو المكتب الإعلامي لمجلس الثورة في إدلب علاء الدين اليوسف في اتصال مع الجزيرة اليوم الخميس استمرار الحملة الأمنية على جبل الزاوية بإدلب وسقوط ما لا يقل عن 15 قتيلا هناك، وأكد أن إطلاق النار استمر في جبل شحشبو حتى صباح الخميس مشيرا إلى قصف بالدبابات.
   
قصف
وأظهرت لقطات بثها ناشطون اليوم تعرض مدينة القورية بدير الزور لقصف عنيف من قوات الأمن السورية. وقال شاهد عيان هناك في اتصال مع الجزيرة إن أربعين دبابة تطوق القورية من أربعة محاور، وإن جنودا منشقين يحاولون صد قوات الجيش والأمن عن اقتحام المدينة.

 
وأفاد ناشطون أن قوات الجيش والأمن نجحت في اقتحام المدينة وأن عشرات الآليات العسكرية دخلتها، وقامت قوات الأمن بمداهمات للمنازل واعتقالات مع استمرار قطع الكهرباء.  
قتل بالتعذيب
كما قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن بين قتلى أمس الأربعاء اثنين ماتا تحت التعذيب، وثلاثة في حي العسالي بالعاصمة دمشق. وفي مدينة حلب اعتدى رجال أمن على طلاب كلية الآداب بعد اقتحامها، كما اعتُقل ثلاثة محامين.

وفي حي القدم بالعاصمة دمشق، اقتحمت قوات الأمن الحي من عدة محاور، وقطعت الطريق المؤدي إليه قبل تشييع أحد القتلى. وأفاد ناشطون أنه سُمع دوي انفجارات وإطلاق نار في بلدة القصير في حمص . كما دهمت قوات الأمن والشبيحة مدن سهل الغاب وكرناز في حماة.
أما في حمص، فقد تعرضت المدينة لقصف مدفعي عنيف من قبل قوات الجيش والأمن حسبما ذكرته الهيئة العامة للثورة السورية، التي أشارت أيضا إلى مداهمة من قبل من سمتها عصابات بشار الأسد لحي القدم بدمشق من عدة أماكن مع حملة اعتقالات عشوائية وانتشار عند دوار الحرية.
وقد شيع آلاف من المواطنين بالزبداني في ريف دمشق جنازات ثلاثة ناشطين قتلتهم قوات النظام السوري. وهم غسان التيناوي ومحمد علوش وجهاد زيتون، الذين اشتهروا بقيادة المظاهرات ودعمها لوجستيا، إضافة إلى تصويرها وبثها في مواقع التواصل الاجتماعي. وكان الثلاثة مصدرا مهما للمعلومات بالنسبة لوسائل الإعلام.
وتتعرض مناطق ريف دمشق لحملة أمنية كبيرة وحصار واقتحامات متكررة، إضافة إلى قطع المياه والكهرباء ووسائل الاتصال عنها.
من ناحية أخرى، أكدت سفارة إيران في سوريا خبر اختطاف خمس فنيين إيرانيين يعملون في مشروع محطة كهرباء في حمص.
وقال بيان صادر عن السفارة إن الإيرانيين اختطفوا لدى توجههم إلى مكان عملهم صباح الأربعاء، وطالبت السفارة السلطات السورية باتخاذ التدابير اللازمة لكشف هوية الخاطفين والإفراج عن المواطنين الإيرانيين بسرعة.

11-12-2011 هوشنك أوسي : غارقون مع سفينة الأسد حتّى لو كانوا على اليابسة




تأخّرت سورية في اللحاق بركب الثورات الشعبيّة، رغم ان ظروف الثورة وموجباتها في هذا البلد المنكوب بالفساد والاستبداد، كانت أكثر وانضح من تونس ومصر وليبيا واليمن، ومن أيّ بلد عربي آخر. وإذا كانت ولادة الثورة متعسّرة في سورية، فبالتأكيد أن تكللها بالنجاح، سيكون له تأثيره العميق والاستراتيجي في النهضة والتنوير والاصلاح في منطقة الشرق الأوسط برمّتها. ويعود ذلك لأهميّة موقع سورية ودورها الحضاري/ الاستراتيجي العميق تاريخيّاً، كونها كانت مسرحاً للصراع بين القوى المؤثّرة في صناعة التاريخ، ابتداءاً من الصراع بين الحثيين والفراعنة (المصريين)، والصراع بين الآشوريين والهوريين _ الميتانيين، ومروراً بالصراع بين بيزنطة وفارس، ثمّ الحروب الصليبيّة، فالصراع العثماني _ المصري (على زمن محمد علي باشا، ونجله ابراهيم باشا)، ثم حملة نابليون على سورية (حصار عكا)...، وهكذا دواليك، وصولاً لفترة الحرب العالميّة الأولى، وصوغ اتفاقيّة سايكس _ بيكو، واقتسام المنطقة بين الفرنسيين والانكليز، حيث اختار الانكليز العراق وفلسطين والاردن، (اعتماداً على الجانب الاقتصادي والديني، والتمهيد لولادة اسرائيل، حيث انيط ببريطانيا، دور القابلة للكيان العبري)، بينما رجّحت فرنسا، الحصول على سورية ولبنان لبسط نفوذها، اعتماداً على الاهميّة والوزن الثقافي والحضاري لهذه المنطقة. وحتّى بعد أن وضعت الحرب العالميّة الثانيّة أوزارها، وحصول سورية على الاستقلال بجلاء المستعمر الفرنسي، عادت سورية لحلبة التجاذبات والاستقطابات وتوازنات المحاور الدوليّة، وتحديداً، بين الكتلتين الغربيّة والشرقيّة (الاشتراكيّة السابقة)، وغدت سورية إحدى الاحداثيّات الاستراتيجيّة الهامّة على خريطة الحرب الباردة بين الكتلتين السابقتين، حيث مالت سورية صوب التوجّه السوفياتي السابق.

ومنذ مطلع الثمانينات، وبعد مرور عقد على انقلاب حافظ الاسد على رفاقه البعثيين، واستيلائه على السلطة عنوةً وقسراً، بدأت سورية تفقد حضورها الوازن والجاذب، دوليّاً وحتّى إقليميّاً. وبدأت تدخل مرحلة ما يمكن وصفه بالتوثين والتصنيم، وتطويب الدولة باسم القائد التاريخي، وآل بيته وحكمه، بخاصّة، بعد سحق التمرّد المسلّح لجماعة الاخوان المسلمين، بتلك الطريقة الوحشيّة البربريّة. وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي السابق، واختلال التوازنات الدوليّة، وظهور النظام العالمي الجديد، المعتمد على الاحاديّة القطبيّة/الاميركية، ازدادت وتيرة مصادرة الدولة والمجتمع، وتحييد حزب البعث، وما سمّي بالجبهة الوطنيّة التقدميّة، لصالح المضي قُدماً في عمليّة التصنيم والتوثين الأسدي، وزجّ مؤسسات الدولة، العسكريّة والأمنيّة والسياسيّة، وسلطاتها الثلاث (التشريعيّة والتنفيذيّة والقضائيّة.. على شكليّتها) في أكبر عملية إفساد وتدمير قيمي، وأخلافي، عبر توريط قطاعات وشرائح واسعة في النهب والسلب الممنهج لمقدّرات الدولة، وإتلاف طاقات المجتمع وإيصاله لمرحلة القطيعيّة العمياء، في أكثر اشكالها بؤساً واستمراءاً للقمع وانعدام الكرامة وخيانة الحريّة.

على هذه الأرضيّة، ووفق هذه المعطيات، استلم الأسد الابن الحكم. وبدوره، فاقم من بؤس التركة التي ورثها عن أبيه: بلد مسلوب الإرادة، ودولة مطواعة وعمياء، ومجتمع مغيّب ومنهوب القوى والطاقات ومنهك المفاعيل. لذا، لا غرابة في قول الأسد الابن: «سورية ليست مصر وتونس»!، محيلاً ذلك الى دورها العروبي المقاوم والممانع... للمشاريع الاستعماريّة...، إلى آخر هذا الكلام المنتمي لمخزون الثرثرة الفارغة في سبك وصوغ هذه الاهزوجة القومجيّة _ الثورجيّة المستنفدة!. لكن، حجم البؤس والتخريب والتدمير النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والتربوي... وفي كل مناحي الحياة، وعلى جميع الاصعدة، يؤكد بالفعل، إن سورية، ليست هي تونس ومصر، ولا ليبيا واليمن...!. ذلك ان نظام البعث/الأسد، مارس دماراً ضارياً وتعطيلاً للدولة ونهباً شرساً لها وللمتجمع منذ سنة 1963 وحتّى لحظة كتابة هذه الاسطر، بما ما لم تمارسه كل النظم الدكتاتوريّة العربيّة مجتمعةً بحق شعوبها وأوطانها. ناهيكم عن الحجم الكارثي والمرعب للتدخّلات والعبث الدموي في الشؤون اللبنانيّة والعراقيّة والتركيّة والفلسطينيّة...، الذي مارسه النظام السوري، خلال العقود الثلاثة الماضيّة!. وقياساً بحجم الحضيض الذي كان بلغته الدولة وبلغه المجتمع، وحجم الاختناقات السياسيّة والاقتصاديّة والثقافيّة...، بمعيّة النظام السوري، لا نبالغ إذا ما قارنا الثورة السوريّة بالثورة الفرنسيّة، من حيث مردودها الارتجاجي؛ المعرفي، النهضوي، الإصلاحي، والتنويري في سورية ومنطقة الشرق الأوسط. وهذا الرأي، لا يستند فقط الى أن نظام الأسد، الأب والابن، كان قد حوّل سوريّة إلى «باستيل» مفتوح، (وربما أفظع)، بل لأن ذهنيّة ووعي الطغمة الذي كان يمتلكه لويس السادس عشر في قوله: «أنا الدولة والدولة أنا»، يتجلّى أيضاً في مقولة/شعار: «سورية _ الأسد»، وتحول هذا الشعار السخيف الى ثقافة ووعي راسخ في مؤسسات الدولة.

وحتّى لو نحت الثورة السوريّة منحى الثورة الفرنسيّة، لجهة التهام ابنائها، (جرياً على بديهيّة تاريخيّة متعارف عليها، في ما يخصّ سيَر الثورات)، وحتّى لو استلم الاسلاميون السلطة، (وغالب الظن انهم سيستلمون)، فهذا لا يقلل من الاهميّة الاستراتيجيّة، البعيدة المدى، للثورة السوريّة، كونها أطاحت بـ»السكون القاتل» الذي غرسه ورسّخه الأسد الأب، وانعشه الأسد الأبن في شخصيّة الفرد والشعب والمجتمع والدولة السوريّة. هذا السكون البنيوي، السرطاني، أطيح به الآن. وبذا دخل المجتمع مرحلة الغليان والجدل والقلق الإيجابي، في سياق عمليّة التحوّل والبحث عن الهويّة والشخصيّة الوطنيّة والمجتمعيّة سياسيّاً وثقافيّاً ودستوريّاً، ومحاولة استعادة ما تمت مصادرته من قيّم وأخلاق وحيوات...، على مدى نصف قرن. نعم، لقد دخل المجتمع في سياق ما يمكن تسميته بـ»الاستقلاب البنيوي»، والخوض في إعادة تركيب وبناء الانسجة الوطنيّة، وترميم ما اتلفه النظام، عبر بثّه وإشاعته وترسيخه للعداوات والثارات غير المعلنة بين مكوّنات المجتمع السوري القوميّة والدينيّة والطائفيّة والمذهبيّة. أنها عمليّة اكتشاف سوريّة لذاتها، لحيويّة وتنوّع موزاييك سوريّتها، عبر الصدمة المؤلمة.

وفي الوقت عينه، إن البرء من أمراض وآفات وموروث تركة البعث/الاسد، على مدى نصف قرن، تحتاج لثورات، وليس ثورة وحسب، وذلك نتيجة تسرّب وتعشش هذا الموروث في وعي وحراك قوى المعارضة السوريّة أيضاً، دون استثناء. وبالتأكيد، أن كلفة الخلاص من هذه التركة ومورثها ومورّثاتها...، ستكون باهظة، وقد تستغرق سنوات. وربما يكون من ضمن هذه الأكلاف، الانزلاق نحو حرب أهليّة، لا سمح الله. وصحيح أن الثورة السوريّة، لم يمهّد لها عقول من وزن روسو، لكن، صحيح أيضاً، أن طغمة الأسد، لا تختلف عن طغمة النظام الملكي الفرنسي، آنئذ. ويمكن اعتبار تأثير الثورة التونسيّة والمصريّة والليبيّة، في الثورة السوريّة، بمثابة تأثير «العقد الاجتماعي» لروسو، والجهد الفكري والذهني لباقي التنويريين، في الثورة الفرنسيّة. فمسألة استيقاظ الشعب والدولة والمجتمع والسياسة والثقافة والاقتصاد ونظم التربية والتعليم...، من كابوس دام نصف قرن اسمه؛ نظام البعث/الأسد، ليس بالأمر الميكانيكي، والتلقائي والهيّن، كما قد يتصوّره البعض. إنها صدمة عنيفة وقويّة، قد تحدث تشويشاً واضطراباً، في المرحلة الانتقاليّة، ريثما يستقرّ الحال على المأمول والمرتجى، والذي سيكون، في أسوأ أحواله، أفضل من النظام السوري. على أن حصول المجتمع والدولة، على قابليّة التجريب والمحاولة، والنهوض واتباع خيارات أخرى، غير خيار: «الأسد للأبد»، هذا بحد ذاته، يعتبر ثورة شرق أوسطيّة، وخطوة باتجاه الثورة الذهنيّة والنهضة المجتمعيّة، سياسيّاً وثقافيّاً. وعليه، من يسعى للحؤول دون ذلك، عبر الاستخفاف بالثورة السوريّة، جهراً أو سرّاً!، وإثارة المخاوف من وصول الإسلاميين للسلطة، أو إحالة ما يجري في سورية إلى كونه من صنف «المؤامرة» التي تحيكها الامبرياليّة العالميّة، والحداثة الرأسماليّة للمنطقة، إلى آخر هذا الكلام الخشبي، بخاصّة إذا كان أصحاب هذه التوجّهات والآراء، يصنّفون أنفسهم ضمن خانة «معارضة» النظام السوري، فأولئك، هم القابعون في حضيض التواطؤ والتآمر مع النظام ضدّ عمليّة التغيير والتحوّل المجتمعي الذي تشهده سورية.

بالتأكيد، إن ولادة سورية جديدة، معافاة، ستكون مصحوبة بآلام مخاض فظيعة، وبأكلاف وأثمان باهظة. وبالتأكيد أيضاً وأيضاً، إن النظام الأسدي/البعثي، ومنظومته القيميّة... في سقوط مطرد. وجلّ الرعب والقلق والخوف، ليس في ما سيلي سقوط هذا النظام، بل بما ستكشفه خزائن هذا النظام من اسرار وفضائح، قد تكون كفيلة بإسقاط شخصيّات وأحزاب وتيّارات...، عربيّة وأقليميّة، تزعم المقاومة والممانعة والنضاليّة والثوريّة والحداثة...، حتّى لحظة لفظه لأنفاسه الأخيرة. وكما جرت العادة؛ بسقوط الانظمة الدكتاتوريّة، وفتح خزائن أسرارها، حينئذ؛ «ستسودُّ وجوه، وتبيضّ وجوه»!. وهذا ما حصل، غداة سقوط نظام صدّام حسين، حين تعرّت قامات سياسيّة وثقافيّة ومؤسسات وجماعات واحزاب... وسقطت. وكرّت السبحة، بسقوط نظام زين العابدين بن علي، ونظامي حسني مبارك ومعمّر القذّافي...، وبانت الأسرار، وظهرت اللوائح المريعة التي تضمّ طيفاً واسعاً ومتبايناً من المرتزقة السياسيّين والثقافيّين. وغالب الظنّ، إن حصّة لبنان، من الشخصيّات والاحزاب والهيئات...، التي ستغرق بغرق سفينة الأسد، ستكون اكبر. وينسحب الأمر على الاحزاب العراقيّة، في السلطة والمعارضة، وكذا الامر، بخصوص التيّارات الفلسطينيّة وبعض الجهات السوريّة والإقليميّة والدوليّة الاخرى. وقتئذ، الكل سيلجأ الى تبرير وتسويغ تعاونه وتعامله مع نظام الاسد. لكن، لعنة التاريخ ووصمة العار، ستبقى تلاحقهم، في حلّهم وترحالهم. وسيبقون محسوبين على الغرقى من ركّاب سفينة بشّار الأسد، حتّى لو كانوا على اليابسة. ولحين سقوط النظام السوري وفتح خزائنه، سيكون رعب وذعر المتعاونين معه، جهراً أو سرّاً، أضعاف رعب وذعر نظام الأسد نفسه. لذا نجدهم، يستخفّون بالثورة السوريّة، أو يشوّهونها، أو يهوّلون من مضاعفات سقوط النظام.

وربما القفز من سفينة الأسد، الآن، وقبل غرقها، قد يكفل لبعض القافزين، المتعاونين معه، بأن تكون اللعنة ووصمة العار التي ستلاحقهم، أخفّ!.


عن المستقبل اللبنانية

22-12-2011 الأسد يرفض استقبال مشعل ورحيل قيادة حماس عن دمشق

الأسد يرفض استقبال مشعل ورحيل قيادة حماس عن دمشق


أفادت تقارير أن قيادة حماس في سوريا تبحث عن بلد آخر تنقل إليه مقرها بسبب الانتفاضة المتواصلة منذ نحو تسعة أشهر وما اعترى العلاقة بين قيادة حماس وسوريا من توتر.  كما أشارت التقارير إلى أن إيران أوقفت مساعداتها المالية للحركة، بحسب موقع صحيفة يديعوت الإسرائيلية.

وأشار الموقع إلى ما نقلته جريدة الحياة اللندنية يوم الأربعاء عن "شخصية إسلامية" رفضت كشف هويتها من "أن العلاقات بين حركة حماس والسلطات السورية تشهد الآن توترا شديدا بفعل الموقف من الانتفاضة السورية".  وزادت أن معظم رموز الحركة باستثناء رئيسها خالد مشعل غادروا دمشق إلى دول مختلفة وأن الشخص الثاني في قيادة الخارج موسى أبو مرزوق غادر دمشق إلى عمان علما بأن وجود أبو مرزوق في العاصمة الأردنية مشروط بعدم قيامه بأي نشاط سياسي أو إعلامي.

وأشارت الصحيفة إلى أن قيادة حماس أُبعدت عن الأردن منذ نحو عشر سنوات قبل أن تستقر في سوريا. وتابعت الشخصية الإسلامية أن قرار مغادرة مشعل لم يؤخذ بعد على رغم أن قطر تجري محادثات مع عدد من الدول على رأسها الأردن من اجل استقباله، لكن هناك مؤشرات قد تكون ايجابية حيال استقبال مشعل بشروط في عمان. 

وبحسب الشخصية الإسلامية فان بشار الأسد رفض استقبال مشعل بعدما دعا زعيم الحركة إلى المباشرة بالإصلاح استباقا لاحتمالات انتقال الثورات العربية إلى سوريا.

بعد ذلك قام مشعل بزيارة سرية إلى بيروت حيث التقى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وطلب منه التدخل لنصح القيادة السورية بضرورة الاستجابة السريعة لمطالب المتظاهرين.  وأبلغه أن الحركة لا تستطيع أن تقف إلى جانب النظام في ظل كل هذه الدماء المراقة.

وقال نصر الله لمشعل انه سيطلب موعدا مشتركا له ولمشعل للقاء الأسد ولكن الموعد أُعطي فقط لنصر الله. وكان الأخير وعد مشعل بزيارة يبلغه فيها نتائج اللقاء مع الأسد، إلا انه غادر دمشق دون لقائه وأرسل إليه لاحقا موفدا أبلغه بأن السيد حسن نصر الله أوصل رسالته إلى بشار الأسد.

وأوضحت الشخصية الإسلامية أن التوتر مع القيادة السورية بدأ قبل الانتفاضة عندما قدم مشعل نصيحته بالشروع في الإصلاح. وبعد أحداث درعا التقى مشعل قيادات سورية سياسية وعسكرية وكرر أمامها ضرورة الإسراع في تسوية الأمر ومعاقبة المتسببين بالأحداث فنصحوه بأن يطلب ذلك من بشار الأسد مباشرة فطلب موعدا لكنه لم يلق جوابا.

ويبدو، بحسب المصدر الإسلامي، أن إيران دخلت على خط الضغوط على حماس فأوقفت المساعدات المالية التي كانت تدفعها شهريا للحركة، ما انعكس كأزمة مالية في قطاع غزة.  وأشار موقع الصحيفة الإسرائيلية الذي نقل حديث الشخصية السياسية لصحيفة الحياة إلى أن دولا خليجية لم يذكرها المصدر تولت تعويض الحركة خسارتها المورد الإيراني.

وأكدت الشخصية الإسلامية أن حزب الله أيضا فكر في النأي بنفسه عن النظام السوري لكن ضغوطا إيرانية أدت إلى إعلان الحزب وقوفه إلى جانب النظام.

ايلاف

22‏/12‏/2011

جلال الطويل




أكد الفنان السوري جلال الطويل تعرضه لإصابات بالغة خلال مظاهرة ضخمة وسط العاصمة السورية دمشق، أمس الإثنين، في اعتداء وصفه بـ"الممنهج" ضد الفنانين المعارضين للنظام السوري، مشدداً على مشاهدته سقوط قتلى وجرحى جراء إطلاق النار من قبل عناصر الأمن. وقال الممثل السوري إنه أصيب بجروح بالغة في رأسه وجسده ووجهه، إثر تعرضه للاعتداء من طرف الشبيحة وبعض عناصر الأمن، قبل اعتقاله لساعات في أحد مراكز الشرطة. وأوضح أنه أثناء خروجه من المظاهرة التي جرت في حي الميدان بدمشق أمس، اعترضته مجموعة من الشبيحة بينهم عناصر أمن قالوا: "هذا الممثل جلال الطويل الذي يريد أن يُسقط سيادة الرئيس ويجلب أمريكا إلى البلد"، ثم بادروا إلى ضربه بطريقة وصفها بـ"الوحشية"، وسط سيل من الشتائم النابية، قبل صدمه بعصى كهربائية ثم نقله إلى أحد أقسام الشرطة في دمشق. وأشار جلال الطويل إلى تلقيه العلاج في مشفى "متعاون مع الثورة" في إحدى ضواحي العاصمة، بعد رفضه العلاج في مشفى تابع للحكومة التي اعتبرها مسؤولة عن حادثة الاعتداء. وكتب الطويل في صفحته الخاصة على أحد المواقع الاجتماعية: "سينتصر الدم على السيف.. أنا سعيد جداً لأن دمي بتواضع شديد امتزج بدماء السوريين الأحرار، حمزة، إبراهيم شيبان، غياث مطر.. سوريا نحن رجالك حتى الموت".
اعتداء ممنهج
واتهم الممثل السوري نظام بلاده بالاستهداف "الممنهج" للفنانين السوريين المؤيدين للثورة، بعد أيام من اعتقال الممثل محمد آل رشي، مصرحاً للمرة الأولى عن تعرضه لإطلاق نار قبل شهر. واعتبر الطويل في اتصال هاتفي مع "العربية.نت" أن استهداف الممثلين يأتي رغم الدور الكبير الذي لعبوه في الحفاظ على سلمية الثورة وإبعادها عن الطائفية، رغم حرص النظام السوري على عكس ذلك. لافتاً إلى أنهم يشكلون "كارثة" للنظام الذي أحرجوه بعدم قدرته على اتهامهم بالسلفية والانخراط في جماعات إرهابية مسلحة وغير ذلك. ورغم اعتباره أن الفنانين الذين صرّحوا بمعارضتهم للنظام الحاكم قلة، إلا أنه أكد أن الكثير من الفنانين السوريين معارضين للنظام السوري الذي يرأسه بشار الأسد، وأنه يجتمع بأكثر من 70 فناناً مؤيداً للثورة السورية على الأقل. ونوّه جلال الطويل إلى أن الفنانين الذين أعلنوا رفضهم للقتل الذي يجري في بلادهم يتعرضون لمضايقات اجتماعية ومهنية مستمرة من قبل المؤيدين للرئيس السوري، مشيراً إلى تعرضهم للمقاطعة في الإنتاج الدرامي والتهجم من قبل فنانين مؤيدين للنظام. كما أبدى الممثل والمدرس لمادة التمثيل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق استغرابه من فنانين "صنعهم الشعب ويقفون ضده"، واصفاً فنانين صرحوا بسماحهم بإبادة درعا وحمص بـ"الجزارين"، داعياً جميع الفنانين في بلاده إلى الانحياز للشعب.
قتلى على أيدي الأمن
وعن المظاهرة الحاشدة التي شهدها أحد أحياء العاصمة السورية بعد ظهر أمس، قدّر عدد الذين احتشدوا بـ10 آلاف أو أكثر، واصفاً ما جرى في حي الميدان بـ"حرب حقيقية"، جراء إطلاق النار من قبل قوات الأمن. وأكد الطويل أنه شاهد قتيلين وعدداً من الجرحى يسقطون في الشوارع بعد إطلاق الأمن السوري الرصاص الحي على المظاهرة. وكانت العاصمة السورية دمشق قد شهدت بعد ظهر أمس الاثنين إطلاق نار كثيفاً خلال مظاهرة حاشدة قُدّر عددها بعشرات الآلاف. وأظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على شبكة الإنترنت إطلاق نار كثيف على عشرات الآلاف من المحتجين الذين خرجوا لتشييع تلميذة قتلت أول من أمس على أيدي قوات الأمن في حي الميدان، ما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص وجرح أكثر من 30 آخرين.

11‏/12‏/2011

الإمارات عرضت استضافة الأسد وعائلته

 أكد مصدر مسؤول في جامعة الدول العربية أن هناك محاولات عربية ودولية لإقناع الرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي في مقابل إيجاد ملاذ آمن له وعائلته وضمان عدم ملاحقته قضائيا. وقال مستشار الأمين العام للجامعة خالد بن نايف الهباس في تصريحات صحفية إن "هناك محاولات لإقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن الحكم مقابل إيجاد منفى آمن له ولعائلته"، مشيرا إلى أن هناك دولا عربية وعالمية "تتمنى أن يتنحى الأسد وأن هذه الدول ترغب في إيجاد حل للأزمة في سورية على غرار الحل للأزمة في اليمن". وأشار الهباس إلى أن الجامعة العربية ليست طرفا في المحاولات،لكنها أحيطت علما بها،وهناك دول عربية عرضت على الرئيس الأسد استضافته وعائلته إحساسا من هذه الدول بخطورة الوضع على المنطقة. وعلمت صحيفة "الحياة" من مصادر مطلعة أن دولة الإمارات العربية المتحدة عرضت على الأسد استضافته وعائلته،وأن دولا كبرى قدمت ضمانات للرئيس السوري بعدم ملاحقته قضائيا في حال قبل التنحي عن الحكم وتسليم السلطة سلميا. ولفتت المصادر إلى أن هناك خيارات غير عربية عرضت على الأسد،من بينها إيجاد منفى آمن له ولعائلته في أوروبا الشرقية.

تحذيرات إيرانية لدول الخليج

أخبار بلدنا من لندن- خاص

علم موقع "أخبار بلدنا" من مصادر دبلوماسية شديدة الخصوصية في العاصمة البريطانية لندن أن الدول الخليجية قد تسلمت رسائل تحذير قاسية المضمون من جانب إيران، أكدت خلالها القيادة الإيرانية أن تقديم أي دولة خليجية لتسهيلات عسكرية من أي نوع للولايات المتحدة الأميركية في أي ضربة عسكرية لإيران، تعني فورا، إعتبار إيران جميع الدول الخليجية دولا معادية، وعرضة لهجمات عسكرية، وإنتحارية من جانبها، وأنها لن تتردد في إعطاء تعليمات لخلايا نائمة داخل تلك الدول، بعمل كل ما من شأنه إسقاط تلك الأنظمة، وشيوع فوضى عارمة، وتفجير حقول النفط.
ووفقا للمصادر الشرق أوسطية فإن دول الخليج تسلمت فعلا الرسالة، وأنها أحاطت عواصم عالمية كبرى بمضمونها، وأن الأمر سيناقش خلال لقاء مغلق للقادة الخليجيين بعد أسبوع في العاصمة السعودية على هامش قمة قادة مجلس التعاون الخليجي، إذ يتردد أن سبب الغضب الإيراني الدافع وراء الرسالة جاء في إثر إرسال الولايات المتحدة الأميركية لأسلحة حساسة مجهزة لإختراق الحصون، الى دولة الإمارات العربية المتحدة، وهو إجراء تعتقد طهران أنه يخص عملية أميركية وشيكة ضد البرنامج النووي الإيراني

انباء عن مقتل اصف شوكت



ترددت أنباء في أوساط سياسية معارضة في العاصمة البريطانية لندن أن نائب رئيس هيئة الأركان السورية للشؤون الإستخبارية الجنرال آصف شوكت – صهر الرئيس السوري بشار الأسد- قد لقي مصرعه داخل مكتبه في جهاز الإستخبارات العامة في حي كفر سوسة في العاصمة دمشق على يد المرافق العسكري لرئيس الإستخبارات العامة الجنرال علي مملوك العقيد (ر. ع)، بعد مشاجرة بين شوكت ومملوك، إذ يرأس الأخير صوريا جهاز الإستخبارات، فيما يرأس شوكت فعليا سائر أجهزة الإستخبارات في سوريا.

ووفقا لما تردد من أنباء فإن الجنرال آصف شوكت زوج بشرى شقيقة الرئيس السوري، قد نقل بصورة سرية الى مشفى القوات المسلحة السورية في دمشق، إلا أنه لم تكتب له النجاة على الأرجح، فيما قالت مصادر أخرى أنه في غيبوبة وحالته سيئة، وأن تعليمات قد صدرت من القيادة السياسية والعسكرية بالتعتيم المشدد على الأمر، خشية حصول إنشقاقات في صفوف القيادات العسكرية، فيما لم يعرف بعد مصير كل من الجنرال مملوك، أو مرافقه العسكري، الذي فتح نيران مسدسه الشخصي على شوكت، بعد أن هم الأخير بسحب مسدسه، وإطلاق النار على مملوك.

وإذا ما تأكدت الأنباء حول مصرع الجنرال شوكت لاحقا، وهو أمر لم يتمكن موقع "أخبار بلدنا" من القطع بصحته، فإن الجنرال شوكت المتهم بتنفيذه لأعمال قتل وحشية ضد معارضين سوريين، يكون على موعد مع الرصاص للمرة الثانية منذ صعود نجمه داخل الطائفة العلوية السورية، إذ كان قد تلقى طلقات نارية من باسل النجل الأكبر للرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، بعد أن تزوج شوكت من بشرى خلافا لرغبة عائلة الرئيس السوري، وتهديدات باسل له، إذ حينما علم الأخير بزواج شقيقته الوحيدة، ذهب الى منزل شوكت وأطلق عليه عدة رصاصات نقل شوكت على إثرها الى لندن للعلاج، ومكث فيها حتى تعافى، وسمح له بالعودة الى دمشق مكرما، إذ بارك الأسد الأب زواجه، ومنحه رتبة إستثنائية في القوات المسلحة.

وتردد لاحقا أن حادث السير الذي أودى بحياة باسل قرب مطار دمشق عام 1994 لم يكن بعيدا عن تدبير الجنرال شوكت، الذي كان يرى في المرض المستفحل للرئيس السوري، وخلافة باسل له نهاية لمصيره في النظام السوري، فقد عمد الى تصفية باسل، ومال الى تعيين بشار خليفة لوالده، كي تسهل له السيطرة على الرئيس الجديد والضعيف، وتقدم الصفوف.

LinkWithin

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...